مومياء النار ، أغرب طرق تحنيط الموتى في الفلبين!


مومياء النار ، أغرب طرق تحنيط الموتى في الفلبين!




لاقى تحنيط الموتى شعبية كبيرة خلال العصور القديمة، لا سيما عند المصريين القدامى والفراعنة. فقد كان حفظ الجثث بلفها بضمادات من أبرز الممارسات الشعبية لدى الفراعنة.
مؤخرًا، تم الكشف عن جثث محنطة من نوع مُختلف في الفلبين، عُرفت باسم مومياء النار نظرًا للطريقة التي تُحفظ بها.
فمع أوائل القرن العشرين، اكتُشِفت مومياوات النار في كهوف الفلبين. ولغرابتها وفرادة نوعها وما تعكسه من ثقافة قبلية فريدة، تمت سرقة الكثير منها حتى قررت الحكومة الفلبينية إخفاءها وجعل موقها سري.
اليوم، تُعتبر كهوف مومياء النار من أكثر المواقع المهددة بالانقراض في العالم.

مومياء النار وتاريخها الفريد ..


شعب إيبالوا

شعب إيبالوا
قبائل إيبالوا هي أحد الشعوب الأصلية التي سكنت منطقة كابايان في الجبال المنعزلة شمالي الفلبين.
تتكون أراضي شعب إيبالوا بالغالب من مدرجات الأرز، لذلك فإن معظم أفراد القبيلة يعملون بزراعة الأرز. لكن ما اشتُهرت به القبيلة عن غيرها هو تقليدها الغريب بالتعامل مع الجثث بعد الموت.
حيث يتم تحنيط الجثث بطريقة معينة ثم وضعها على جبل تيمباك. على الجبل، تتواجد جثث يعود تاريخها إلى سنة 1200م.

موقع سري..

مومياوات
ليس من السهل العثور على مومياوات النار نظرًا لإخفاء الحكومة الفلبينية موقعها الأصلي. كما أن الرحلة للعثور عليها صعبة وطويلة. وإن تم العثور على الكهوف التي وُضعت بها الجثث المحنطة، فإن مداخلها مسدودة ببوابات حديدية لمنع دخول أي شخص.

عملية التحنيط

مومياوات
ما يجعل مومياء النار مميزة، هو طريقة تحنيطها التي تختلف عن طريقة إعداد مومياء الضمادات التقليدية.
إذ يتوجب لتحضيرها أن يشرب الشخص المحتضر سائل ملحي ليتم تجفيف الجسد من الداخل. وبعد أن يموت الشخص، تأخذ العملية وقتًا طويلًا قد تصل لأشهر لإكمال المهمة.
إذ تُوضع الجثة بعد غسلها على مصدر حراري بوضعية الجلوس. ويتم تعريضها لدخان أو لهب فعلي لتُجفَّف كل سوائل الجسم ببطء ويُترك الجسد مجرد عظام وطبقة جلد تكسوها.

مومياء النار
وبعد أن يتم تجفيف الجسم بالكامل من الخارج، تبدأ عملية التجفيف الداخلي وذلك عبر وضع دخان التبغ في فم الجثة لتجف الأعضاء الداخلية.
ثم تُوضع المومياء في تابوت خشبي حولها الأعشاب للحفاظ عليها ويُترك التابوت بعناة في الكهوف المخفية.

الغزو الإسباني

ماجلان
عندما قاد ماجلان حملته الإسبانية إلى الفلبين لاستكشافها واستعمارها عام 1500م، اختفت الكثير من الممارسات القبلية منها عملية تحنيط النار للجثث. حيث اعتبرها الأوروبيون طرق متخلفة ورجعية يُفترض أن تختفي.
كما تم سرقة العديد من مومياوات النار من الجبال في عام 2000م وبيعت في مزادات أوروبية بأسعار ضخمة. في عام 2004م، استعادت حكومة الفلبين ثمانية مومياوات وأعادتها إلى موقعها الأصلي. ولا تزال العشرات وربما المئات من مومياوات النار مفقودة.

مومياوات
ولعل أبرز عملية سرقة حصلت عام 1919م عندما اختفت مومياء الزعيم “آبو أنو” ذات الوشم المميز على الظهر ولم يُعثر عليها في التابوت. وهو زعيم تُوفي قبل حوالي 500 سنة.
مومياوات
وتم استعادة المومياء بعد أن تم التبرع بها في عام 1984م من قبل هواة جمع التحف الأثرية لمتحف وطني في مانيلا. حيث تم إبلاغ الحكومة على الفور وتم إرجاع الجثة لمكانها الأصلي.

لعنة مومياء النار


مومياوات
كما هو الحال مع العديد من مواقع الدفن القديمة، فإن لهذه الأماكن نصيبها من الخرافات.
إذ انتشرت خرافة بين السكان مفادها أن النكبات والكوارث من الجفاف والزلازل والمجاعات التي تضرب الفلبين بسبب التعدي على مواقع مومياوات النار وتدنيسها خاصةً تابوت الزعيم “آبو أنو”.

كابايان
ولعل أحد أكثر الأشياء الرائعة بخصوص مومياء النار في كابايان، هي أنها بقيت متواجدة في بيئتها الأصلية على عكس الكثير من الاكتشافات القديمة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

تحويل اموال بسهولة و سرعة

نموذج الاتصال